الفتور عن العبادة !!
الفتور ضرورة بشرية…لقاعدة : دوام الحال من المحال…
لكن هناك فرق بين الفتور والانحطاط…
فالفتور ضعف يعتري صاحبه في سياق معين..كالفتور عن فعل بعض النوافل…أو الفتور عن حسن أدائها…
وهذا الفتور يجب على المسلم تداركه..فلا ينبغي عليه إهماله لأنه مرض يمكن معالجته، فمتى أهملته كان سرطانا يسري فيك وقد يهلكك !!
وليس الفتور بظاهر لمن ابتلي بضعف الإيمان…
بمعنى أنه متى أصيب العبد بضعف في إيمانه تعذر عليه معرفة ما به..ولم يستطع الوقوف على حقيقة أمره !
ولربما ظن تركه للطاعات أو بعض أقسامها شيئا من الوعي…
والأخطر أن يستشعر نوعا من القرب الإلهي يغنيه عن الاجتهاد !!
وهذا أسوأ ما يمكن الوقوع فيه…
يقول رب العزة سبحانه { وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق }…
وهنا في الآية منزعان :
الأول جهلهم بالله تعالى الذي جعلهم ينسبون إليه الولد…وهو قول النصارى
والثاني : زعمهم بأن الله تعالى يحبهم وهو مذهب القردة الأنجاس !!
وهذا الزعم الأخير مبني على علة…وهي أن الله تعالى احتار أسلافهم من الصالحين …
حتى إذا هلك الصالحون خلفهم الفسقة…فكذبوا على الله تعالى وافتروا في دينهم بما جعلهم يثبتون المحبة منه لهم…!!!
فإن قلت ما علاقة الفتور بهذا…
قلت : الفتور أول شرارة الانحطاط…لكنه ليس حتميا فيه…
أي أن الفتور إن لم تداوه أوصلك إلى كل مصيبة مهما استبعدتها…حتى لو كانت نسبة الولد إلى الله تعالى، أو الجزم بأنك محبوب منه سبحانه رغم كونك من المجرمين !!
وتتبع مواطن الفتور أمر ضروري…
لأنه قد يظهر لك في محل وتجهله في محال كثيرة…وجهلك بوجوده لا يذهب أثره وسوء نتائجه…
ولذا حينما تقرأ عن امثال الشبلي رضي الله عنه أنه عاش أربعين سنة لم يضع جنبه على الأرض وما كان ينام إلا جالسا…فاعلم أنه قصد التهيأ لأي عبادة في أي وقت على أي حال…
وهذه حال المحارب، ونحن مع الشيطان في حرب ضروس…
فلا تعجل بإنكار مثل هذه المواقف منهم..فإنهم كانوا يفهمون الحياة جيدا وضعون قدرها حيث لا قدر !!
ومثلنا ممن أنهكتهم الدنيا لا يتصورون وجود مثلهم…!!
فإما أن تكون مستيقظ القلب منتبه الخاطر ..وإما أن تصاب بالفتور فيستغل أعدى أعدائك ثغرات القتل والفتك بك..!
فما ظنك بعدو أقسم لرب العزة أن يفتك بك إذا وصل إليك !؟؟!
