فشل الزيجات / الأسباب

السبب الأول عدم المشاكلة /

الزواج سنة كونية وسنة شرعية…
فهو مطلوب كونا لبقاء النسل والحفاظ عليه..
وإعلانا للنقص البشري فإنه لا غنى للذكر عن الأثنى كما لا غنى للأنثى عن الذكر…
فهما فقراء من عدة جهات هذه منها، ولذا ذكر الله تعالى غناه عن الصاحبة وتنزهه عنها وعن الولد فقال حكاية عن الجن الذين آمنوا { وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا }…

ومقاصد ذلك وحكمه يطول بها الذكر…

وأوجه الاختلاف بين الذكر والأنثى كثيرة جدا…ما بين اختلاف بيولوجي واختلاف روحي واختلاف طبائعي…وهذا الأخير يمكن أن يكون نتاجا لأمور عدة !

ولتعذر الوقوف على النوع المناسب لكل واحد من الصنفين شرع الله تعالى الطلاق كحل يخرج به الطرفان عن عهدة الميثاق الذي جمع بينهما…كما شرع مثله من الفسخ أو الخلع ونحو ذلك مما ييسر الخلوص من البقاء…

لكن البشر كعادتهم يهرعون لتحريم ما أحل الله تعالى لهم ويرتمون في نجاسة الحرام يتمرغون فيها…!!
ويذرون ما أحل…

وقد شرع الله تعالى لرجال هذه الأمة أربع نسوة في وقت واحد…ولم يزدهم على ذلك شيئا، بخلاف أكثر الأمم السابقة فقد كان لهم الجمع بين أكثر من ذلك…
وقد كانت كل الأمم على هذا من العرب والروم والفرس والصين والهند وغيرهم…فليس العرب بدعا من الأمم في ذلك، فجاء الإسلام وأقر أربعا .

وهذا لما قدمناه من تعذر الوقوف على نفسٕ تشاكلك فيما يتم به التعايش الزوجي بشكل سلس…
ولما يعتري المرأة من الأمراض والعلل والضعف كثيرا لاسيما بعد مرحلة الولادة ونحوها…فيبقى الرجل محتاجا لما يسد به حاجته من المباح.

وعلى كل…فالقصد أن الزواج مبني على مشاكلة الأرواح، فمتى كانت المشاكلة متعذرة في أكثر الطباع استحال التعايش تحت سقف واحد إلا مع تدمير لأحد الشخصين !!

فهذا أول سبب من أسباب الفشل في الحياة الزوجية…ومن هنا كان يعتبر الفقهاء جانب الكفاءة في الزواج لاسيما من جهة المرأة…يعني أن المرأة الغنية لا يكافؤها الرجل الفقير..لأسباب كثيرة جدا منها حاجاتها فهو لا يقدر عليها، ومنها طريقة عيشها ومن يعايشها كلهم تختلف طباعهم عن طباعه…فلا تمكنه المواكبة
بخلاف الرجل الغني يتزوج الفقيرة…لأنها تحت سلطانه ورفعها الغنى ينفعها ولا يضرها…ولأنه المنفق بخلاف الأول !
ولا يتعارض هذا مع قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) لأن الفقهاء لم يجعلوا الكفاءة شرطا لصحة العقد…بل لإمكان استمرارية الزواج والحصول على ثمرته التي هي السكينة والمودة .
وقد ذكرت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه خطبها معاوية فقال ( صعلوك لا مال له ) …
وهذا يتوجه على أنه علم من المرأة عدم الرضى بحال الفقير أو أنها ذات مال..
وإلا فقد كاد أن يزوج امرأة لرجل على خاتم من حديد…مع أنه لم يجده حتى !!

وهذه القضية تحتاج إلى بسط طويل يظهر منه المقام والله المستعان .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *